الخميس 16 يناير 2025 - 16:27:30
أخبار عاجلة
الرئيسية / أقلام وأراء / “رحمة” والطريق نحو الحرية

“رحمة” والطريق نحو الحرية

بقلم / نجاة تقني

“رحمة، الطريق نحو حريتي”، هو كتاب باللغة الهولندية ترجمه الكاتب المغربي محمد أعراب إلى اللغة العربية، وهو صادر عن مؤسسة دار سوشبرس للنشر ومجلس الجالية المغربية بالخارج. يروي لنا حكاية سيدة الأعمال المغربية الهولندية “رحمة المودن”، صاحبة شركات مغربية في هولندا. المرأة العصامية التي سافرت إلى هذا البلد الأوروبي بعد زواجها. “رحمة”، الشابة التي كانت تبحث عن الحرية التي حرمت منها في موطنها، حيث كانت الفتيات تحرمن من التعليم والعمل.

رزقها الله زوجا ساعدها على صعود سلم النجاح، وهاهي الآن تمنح مفتاح التوفيق إلى ابنتها “أميمة” التي أكملت أمنية أمها، وبذلك جعلتا الشركات تنافس شركات هولندية في مجال النظافة والصيانة. والجدير بالذكر أن السيدة “رحمة” أنشأت مؤخرا مؤسسة تعليمية تساعد الشباب الفقراء من أجل الحصول على شهادة ووظيفة. وستؤسس قريبا شركة متخصصة في الرعاية الصحية والاجتماعية.

“رحمة” الزوجة الصالحة، رغم مشاغلها الكثيرة، فهي تخصص وقتا لزوجها “البشير” الذي كان ومازال سندا لها في السراء والضراء. وهي الأم الحنون، تنصح أولادها وتدعمهم في أعمالهم. وهي المرأة العنيدة والطفلة المشاغبة والسيدة الراقية. لم تكن البدايات سهلة، فتعلم اللغة الهولندية ليس هَيِّنا، والطقس في أوروبا بارد وقارس، وإصرارها على العمل رغم رفض زوجها في البداية، لكنه قبل طلبها شرط أن تعمل معه في مركز كومبيوتر محطة توليد الكهرباء بأمستردام. وبعد ذلك أصبحت عاملة نظافة تقود مجموعة من النساء في شركة هولندية. ونجحت السيدة “رحمة” بفضل اجتهادها وطموحها أن تغير مسار حياتها العملية من عاملة بسيطة إلى صاحبة شركة نظافة وشركة صيانة وشركات أخرى.

الهدف من نشر كتاب “رحمة، الطريق نحو حريتي” باللغتين الهولندية والعربية، هو تسليط الضوء على المشاكل التي تعاني منها الشابات والفتيات العربيات بصفة عامة والمغربيات بصفة خاصة، بسبب جهل بعض الناس وخضوعهم للتقاليد التي تقيد الفتاة وتمنح الحرية للشاب وحده، إذ تمنع المرأة من التمدرس والعمل، وتمنح البطاقة الخضراء للرجل كي يستمتع بحياته ويفعل مايشاء. هذا الكتاب رسالة لبعض المجتمعات العربية لتغيير نظرتها عن المرأة، وتأكيد قدرتها على تحقيق النجاح، وتجاوز الصعوبات إذا تسلحت بالجد والثقة بالنفس والأخلاق العالية، ومنحت الحرية للكشف عن مواهبها وقدراتها التي تخدم المجتمع.

شاهد أيضاً

بوح ياسمينة الرغاي : Quand nos silences parlent plus fort que nos mots

ECRIT PAR : Yasmina Reghai Ils disent qu’il faut parler pour se comprendre, mais soyons …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *