معاناة ساكنة جماعة السكامنة بإقليم سطات بين سياسة الإقصاء والتهميش وغياب التنمية
هيئة التحرير
3 أسابيع مضت
محمد الساقي
تعيش ساكنة جماعة السكامنة، قيادة أولاد فارس دائرة ابن احمد الجنوبية بعمالة إقليم سطات ، وضعًا مزريًا جراء الإقصاء والتهميش والعزلة التي تعاني منها منذ سنوات طويلة. وقد تصاعدت وتيرة الاحتجاجات والمطالبات بتحسين الأوضاع، تجسيدًا للبرنامج النضالي الذي أطلقته الساكنة بدعم من الهيئة المغربية لحقوق الإنسان تحت شعار “رفع الإقصاء والتهميش وفك العزلة”.
يشمل هذا البرنامج النضالي الدواوير التالية: أولاد عياد، أولاد المهدي، السانية، الرابعة، لعزيب، والدريوة. تعاني هذه الدواوير من نقص حاد في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها البنية التحتية المتهالكة، وخاصة المسالك الطرقية التي تعيق التنمية وتزيد من عزلة السكان ، هذا وفي خطوة مهمة لكشف هذه المعاناة، قامت القناة الثانية (2M) يوم 24 ديسمبر 2024 ببث روبورتاج ضمن نشرة الأخبار المسائية، سلط الضوء على الحالة الكارثية للمسالك الطرقية، وخاصة الطريق الرابطة بين مركز أولاد فارس والدواوير المذكورة. وقد فضح هذا الروبورتاج حجم الإهمال والمعاناة التي يتكبدها السكان يوميًا جراء صعوبة التنقل وانقطاعهم عن العالم الخارجي في كثير من الأحيان.
يثير هذا الوضع تساؤلات مشروعة حول دور جماعة السكامنة ومكانتها في ظل غياب برامج تنموية واضحة تهدف إلى فك العزلة عن ساكنة المنطقة. فهل يعقل أن تستمر هذه المعاناة في ظل صمت المسؤولين وعدم اتخاذ إجراءات ملموسة لتحسين الأوضاع ؟، وفي سياق متصل، تنظم ساكنة الدواوير (أولاد عياد، الرابعة، السانية) التابعة لجماعة السكامنة، مؤازرة بالهيئة المغربية لحقوق الإنسان فرع سيدي حجاج أولاد أمراح، وقفات احتجاجية أمام مقر قيادة أولاد فارس دائرة ابن احمد الجنوبية بسطات مرة في كل اسبوع. وقد عبر المحتجون عن استنكارهم الشديد للتهميش والعزلة المقصودة من طرف الجهات المسؤولة والمنتخبة، وطالبوا السلطات المحلية والإقليمية بالتدخل العاجل لرفع المعاناة وفك العزلة عن المواطنين والمواطنات المتضررين.
تتمحور مطالب ساكنة جماعة السكامنة حول توفير أبسط شروط العيش الكريم، وعلى رأسها:
إصلاح المسالك والطرقات، وخاصة الطريق الرابطة بين أولاد فارس والدواوير، أولوية قصوى لفك العزلة وتسهيل حركة التنقل والتجارة ، توفير الماء الصالح للشرب، والكهرباء، والصحة، والتعليم، وغيرها من الخدمات التي تضمن العيش الكريم للمواطنين ، وضع برامج تنموية متكاملة تهدف إلى النهوض بالمنطقة وتحسين مستوى معيشة السكان، وتشمل هذه البرامج مشاريع اقتصادية واجتماعية وثقافية.
إن الوضع الذي تعيشه ساكنة جماعة السكامنة يستدعي تدخلًا عاجلًا من جميع الجهات المعنية، من سلطات محلية وإقليمية ووزارات معنية، لوضع حد لمعاناة السكان وتحقيق مطالبهم المشروعة. فمن غير المقبول استمرار هذا الإقصاء والتهميش في ظل مغرب يسعى إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لجميع مناطقه. يجب أن تتحول الوعود إلى أفعال ملموسة، وأن يشعر المواطنون في هذه المنطقة بأنهم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، وأن لهم حقوقًا أساسية يجب أن تصان.
2024-12-29