إذاعات البلابلا والطنزوالتبرهيش الخاوي
حفيظ بنكميل
31 أكتوبر، 2017
حفيظ بنكميل
كم هو جميل أن يفتخر المغاربة اليوم وفي مقدمتهم من له علاقة بالراديو بما
عرفه الميدان من انتعاشة وإنفتاح وتكاثر للإذاعات الخاصة… وكم هو جميل أن يجد كل مستمع نفسه يختار بين هذه الإذاعة وتلك بدل الإقبال على ما هو أجنبي.
لكن ما ليس بجميل هو أن يتحول (الراديو) إلى (بورديل) وتتحول بعض المحطات الإذاعية إلى ما يشبه (دار مي هنية) ومحطات للقصاير والتبرهيش والكلام (الخاوي) والضحك على المراهقات و(هريد الناب) والنصب على المستعمين هاتفيا وتبادل مصطلحات التحرش وألفاظ (السوق) والتبرهيش وهريد الناب الخاوي والقهقهات من طرق مراهقات ينسون انهم يذيعون وليس في قصارة خاصة …
قبل سنوات كان المغاربة يموتون حبا في سماع الراديو وكانت أصوات الإذاعة الوطنية ومعها إذاعة ميدي1قبلة لكل مغربي بل تشكل بيته الحميمي، لكن اليوم (خيابت الوقت) إذاعيا، وفي الوقت الذي نجد فيه أن هناك البعض من الزملاء ممن إجتهد داخل بعض الإذاعات الخاصة لتقديم برامج في المستوى بل برامج لخدمة الناس والتقرب منهم، حول آخرون محطاتهم إلى قلعة للكلام السوقي ولقاء الأحبة(…) وفتح المجال للبراهش لتبادل عبارات ماجنة من قبيل(كنتسطا عليك) و(بوسيني أحبي) و(نموت فالزين) وزيد وزيد…
لانضع البيض كاملا في سلة واحدة لكن يظهر أن نسبة كبيرة تركز في بعض (الراديونات) فقط على الربح واستقطاب المستمع حتى ولو(بالبسالة) و(العياقة) و( كلام السوق) في زمن قطع فيه الإعلام أشوطا كبرى… بل حتى تدخلات الهاكا لم تعد تنفع مع أصوات لا تتحدث إلا عن كلام (خالتي الضاوية) و(المساجات الهاتفية).. ولا نريد إذاعات (للتبرهيش) ولا برامج تدخل البيوت والسيارات وكل الفضاءات لثير(الخجل) و(السخط)
فالمغاربة وبالرغم من تطور العصر وما يطلبه السوق أذكياء ويميزون بين الطالح من هذه الإذاعات والصالح منها ومهما تكاثرت القنوات التلفزية والإذاعات الخاصة والمتنوعة فإن المغربي يظل وفيا لكل برنامج إذاعي يقترب منه ويقترب من همومه والاقتراب من المتلقي أو المستمع لا يقترن فقط بالدردشات الهاتفية و(هريد الناب الخاوي) وتحويل المكروفون إلى فضاء للحلقة وهنا نتحدث عن حلقة (باسلة) يديرها من لا علاقة لهم بالتنشيط..
2017-10-31