المعارضة مواقف ومبادئ وأخلاق .
محمد الساقي
أسبوع واحد مضت
كتب / محمد الساقي .
لطالما كانت المعارضة، في أي مجتمع ديمقراطي، صمام أمان ورقيبًا لا يهدأ على أداء السلطة التنفيذية. إنها الصوت الآخر الذي يصدح بالرأي المخالف، ويُسلط الضوء على أوجه القصور، ويُساهم في تصحيح المسار. لكن، ما هي المعارضة الحقيقية؟ وما هي الأسس التي يجب أن ترتكز عليها؟
المعارضة ليست مجرد صراخ في وجه السلطة، أو رفض لكل ما يصدر عنها. إنها أبعد من ذلك بكثير. المعارضة الحقيقية هي التي تمتلك رؤية واضحة، ومواقف ثابتة، ومبادئ راسخة، وأخلاقًا سامية. إنها التي تُعارض من أجل الإصلاح والبناء، لا من أجل الهدم والتخريب.
لقد عارضنا ونعارض، انتقدنا وننتقد، وسنظل كذلك. هذا ليس شعارًا نرفعه، بل هو نهجٌ نسير عليه، وقناعةٌ راسخةٌ في ضمائرنا. عارضنا سياسات رأيناها خاطئة، وانتقدنا ممارسات اعتبرناها مُضرة، وسنظل نفعل ذلك كلما دعت الحاجة. لكن معارضتنا لم تكن يومًا معارضةً من أجل المعارضة فحسب، بل كانت دائمًا معارضةً بناءةً، تهدف إلى خدمة الصالح العام.
لقد حاربنا الفساد والمفسدين، وسنظل نحاربهم بكل ما أوتينا من قوة. الفساد آفةٌ تنخر في جسد المجتمع، وتُعيق تقدمه وازدهاره. إنه سارقٌ لأحلام الشباب، وقاتلٌ لطموحات الوطن. لذلك، فإن محاربة الفساد ليست خيارًا، بل هي واجبٌ وطنيٌّ مُقدس.
المعارضة الحقيقية هي التي تُساهم في بناء الوطن، لا في هدمه. هي التي تُقدم الحلول، لا التي تُلقي الاتهامات. هي التي تُحاسب، لكن بإنصاف وموضوعية. هي التي تُعارض، لكن بأخلاق ومبادئ. هذه هي المعارضة التي نؤمن بها، وهذه هي المعارضة التي نسعى إليها.
2025-01-08