الخميس 16 يناير 2025 - 14:27:30
أخبار عاجلة
الرئيسية / أقلام وأراء / الراقصة الواعظة…ونشر الانحطاط

الراقصة الواعظة…ونشر الانحطاط

كتب / هند الصنعاني _ إعلامية وكاتبة مغربية بمصر 

لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي المحرك الرئيسي للمجتمعات العربية، حيث ساهمت في إبراز العديد من الظواهر السلبية التي تهدد القيم الأساسية للأسرة والمجتمع، ما بين فيسبوك، إنستجرام، وتيك توك، نعيش حالة من التشتت بسبب انتشار فيديوهات لشخصيات مغمورة منحت نفسها ألقابًا مثل “البلوجرز” و”اليوتيوبرز”، محققة أرباحًا ضخمة، بينما تقدم محتوى يفتقر إلى القيمة ويدفع نحو انهيار القيم المجتمعية.

على الرغم من فوائد هذه المنصات، إلا أن الجانب المظلم طغى عليها، خصوصًا من خلال انتشار محتوى غير لائق مثل الأغاني التي تحمل كلمات مبتذلة ومشاهد تنافي القيم، لتصبح “التريند” على حساب الذوق العام، ومن بين هذه النماذج المثيرة للجدل، نجد “الراقصة” التي اختارت تقديم محتوى يستهدف المراهقات، حيث تدعي تقديم نصائح مستوحاة من تجاربها الشخصية التي غالبًا ما تكون مليئة بالفشل والاضطراب.

هذه الشخصية، التي تعتبر نفسها نموذجًا للنضال ضد “مجتمع معقد” حسب قولها، تتجاهل أثرها السلبي على الشباب في مرحلة حرجة من حياتهم، حيث تسعى لجذب المشاهدات على حساب القيم والمبادئ، تحليلي الشخصي لها أن خلف هذه الشخصية الفاسدة، هناك إنسانة تحمل جروحًا نفسية لأنها مرت باضطرابات سلوكية نتيجة عوامل أسرية معقدة، مما يفسر طبيعة تصرفاتها وسلوكياتها غير المتزنة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن لمثل هذه الشخصيات، التي لا تحمل أي عمق فكري أو تجربة حقيقية للإرشاد، أن تصبح مؤثرة وتحتل المشهد الإعلامي؟ كيف يمكننا كمجتمع قبول هذا النموذج الذي يروج للتفاهة والانحطاط كمصدر للعظة والإلهام؟

هناك مجتمعات تعتبر أن الرقص الشرقي أو الشعبي فن وهو رسالة نبيلة تساهم في التربية والتثقيف، لكن هذا النموذج لا يمت للفن بصلة، قصتها ليست قصة كفاح، بل انعكاس لأزمة قيم تعاني منها مجتمعاتنا.

شاهد أيضاً

بوح ياسمينة الرغاي : Quand nos silences parlent plus fort que nos mots

ECRIT PAR : Yasmina Reghai Ils disent qu’il faut parler pour se comprendre, mais soyons …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *