سليمان سليمان رئيس جمعية عتيدنا: نحن نعيش في إسرائيل كعرب ويهود بشراكة تامة وعلينا أن نجسد ونمرر هذه الشراكة للأجيال القادمة
هيئة التحرير
14 يوليو، 2024
ابراهيم بن مدان
في البداية باعتباركم رئيس جمعية عتيدنا نريد منكم إعطاءنا نبذة حول تاريخ تأسيس الجمعية.
ج: جمعية عتيدنا تأسست سنة 2018 على يد قادة في مجال التربية من المجتمع العربي بإسرائيل، ومن المجتمع اليهودي الذين جلسوا وصاغوا رؤية حقيقية وواقعية لعيش الأقليات والأقلية العربية في دولة اسرائيل بشراكة يهودية عربية لبناء سلام مشترك.
ما هي الأهداف العامة التي تؤمن بها الجمعية والتي تسعى إلى تحقيقها؟
الرؤية الخاصة بالجمعية هي الرؤية التي تحقق معادلتين الأولى، الاعتزاز بالثقافة والهوية الشخصية بكوني عربي، مسلم، بدوي، فلاح، مدني لا يهم، المهم أن أفتخر وأعتز بثقافتي العربية وعاداتنا وتقاليدنا ومميزات مجتمعنا وننشرها لكل المجتمعات بإسرائيل وخارج اسرائيل، ثم أن نبني على الإيجابيات الموجودة في مجتمعنا العربي ونأخذ مسؤولية على السلبيات التي يعاني منها المجتمع العربي بإسرائيل ونحسنها ونغيرها بشراكة عربية يهودية حقيقة. المعادلة الثانية، الإندماج داخل دولة إسرائيل وأن نكون جزءا من الدولة التي نتواجد فيها مواطنين، سواء كنا عرب، مسلمين، مسيحيين، دروز، لا يهم المهم أننا مواطنين مثلنا مثل اليهود في هذه الدولة، وبالتالي علينا مسؤولية لشق طريق صحيح للاندماج ونكون جزءا من هذه الدولة التي هي دولتنا في نهاية الأمر، مثلي مثل اليهودي داخلها.
من خلال كلامكم هل نفهم أن دولة إسرائيل هي دولة مثالية للعربي ولليهودي وكل شيء فيها جيد؟
ج: طبعا لا هناك أشياء بحاجة للتغيير ولكن هي نسبة قليلة، نحن نعيش كعرب وكيهود بشراكة تامة وعلينا أن نجسد ونمرر هذه الشراكة للأجيال القادمة، ولذلك جمعية عتيدنا كجمعية تربوية تسعى لتحقيق هذه المعادلة من خلال العديد من البرامج التربوية التي نقوم بها في الجمعية، كلقاءات عربية يهودية، حركة شبيبة تسعى للتربية على القيم وبناء القادة وتحمل المسؤولية وتقبل الآخر، وكذا مشاريع أخرى منها دمج العرب في شركات التكنولوجيا بدولة اسرائيل بشراكة عربية يهودية ونحقق نجاحا في ذلك، كما نعطي منحا للطلاب الجامعيين والأكاديميين الذين عليهم أن يعملوا ساعات تطوع لمجتمعهم وبلدهم.
منذ تأسيس الجمعية وإلى الآن، هل وجدتم صعوبات أثناء عملكم بدولة اسرائيل؟

لا شك أنه دائما توجد صعوبات وتحديات خصوصا من جهات متطرفة ترى هذا الطريق طريقا غير سليم لكن غالبية المجتمع في دولة اسرائيل يؤمن بالشراكة والعيش المشترك ونحن أخذنا على عاتقنا هذه المسؤولية وهي التي تحتم علينا أخذ الأمور بأيدينا وصنع التغيير، ونحن نؤمن أن هذا الطريق هو المسار الصحيح وسنتغلب على هذه الصعوبات والتحديات.
خلال عملكم بالجمعية هل وجدتم معارضة من جهات معينة؟
ج: نعم وجدنا معارضة من عدة أحزاب عربية سياسية التي بالمناسبة أنوه أن هذه الأحزاب موجودة في الكنيست الإسرائيلي تأخذ “معاش” منه ونقود ولأننا نشق طريقنا بهذه الطريقة فهذا لا يصح في نظرهم، ولذلك سنكمل لأننا واضحين وصريحين، فنحن نؤمن بهذا الطريق ولا نهتم بالمنتقدين لأن النقد الحقيقي هو طرح البديل، وهم لم يطرحوا أي بديل فقط النقد من أجل النقد، فعندما ترفع الوعي للعيش بدولة اسرائيل بنوع من العقلانية يعارضون هذا الطرح ويلجؤون للعاطفة، ولذلك يجب أن نكون واضحين وصريحين ومتزنين ولا يجب أن نكون متطرفين لأي جهة كيفما كانت من أجل صنع السلام الذي نطمح إليه.
ما هي رسالتك الأخيرة التي تحب أن توجهها؟
ج: الرسالة الأولى لإخواننا بالمغرب لا تؤمنوا ولا تصدقوا ما ترونه بالصحافة، العرب واليهود بدولة اسرائيل يعيشون مع بعضهم البعض، العرب واليهود هم أصدقاء في الدولة، وأنتم رأيتم في كل الأماكن هناك اللغة العربية والعبرية، وهذا ما يجب على العالم أن يراه وأنا أدعوا إخواننا بالمغرب ليأتوا إلى هنا ويروا بأعينهم أن ما نقوله موجود بالفعل على أرض الواقع، ومرحبا بكم دائما للقدوم لبيتنا وبلدنا ومجتمعنا، ورسالتي الأخيرة لا تصدقوا ولا تنظروا للطرف السيء الذي يُعتبر أقلية تأثيره كبير ولكن يبقى أقلية، والطرف الجيد والمسالم والغالبية هنا ما بين الطرفين عربية ويهودية هي الطرف الحقيقي لصنع المعادلة الحقيقية للتغيير وصنع السلام الذي لن تريكم إياه الصحافة وخصوصا الصحافة التي تصنع “بروباغندا” خاصة بها، لذلك تعالوا وانظروا بأعينكم وبعدها احكموا بأنفسكم.
2024-07-14