كتب / محمد شفيق مرعي
إنني اليوم سوف أبتعد وأُبحر مع القراء في عالم ليس من طبيعتي الحديث عنه كثيراً . نظراً لسوء تدني المستوى الفكري والأخلاقي أولاً . ثم لما يقدمه البعض من محتوى يهدف إلى الفسق أو الفجور . أو الترويج لجعل القبيح مطلوباً ومرغوباً أكثر من تقديم فن يهدف إلى الإرتقاء بالمستوى الفكري والثقافي الذي يتناسب مع المجتمع المحافظ . ناهيك عن كونه مُتدين أو غير ملتزم دينياً . بل إن إحترام الذات بالنسبه للأخر أمر يجعلني أحمل على عاتقي مسؤوليه إلزاميه بتقديم ما يرتقي بفكر المُتلقي سواءً كان رجلاً أو إمرأة أو شباباً أو فتيات وخصوصاً الأطفال الذين يتم بناء عقولهم وأذهانهم وترسيخ مفاهيم الحضاره والتقدم عندهم من مشاهدة التلفاز والتعامل مع العامه أكثر من تربية الأبوين وربما شاهدنا وسمعنا منذ بداية العام ألفين وثلاثة عشر ومع بداية ظهور أشباه الفنانين الذين يقدمون لفته فنيه إجرامية تجعل من أطفال المستقبل إما ضحايا أو مجرمين مما يقدمونه من محتوى لا يرتقي أن يكون فن يتحدث عن هوية الشعب أو الوطن العربي . أما سمعتم عن سيدة الغناء العربي وكم كانت تتعامل مع فنها بإحترام يليق بمستوى فكر المُتلقي أي الجمهور ورغم كونها كانت تظل على خشبة المسرح فقط تؤدي غناءً وطنياً أو موروثاً شعبياً . إلا أن الجمهور كان يظل جالساً قبل بداية الأداء بساعة على الأقل وحتى اللحظة الأخيرة من نهاية الحفل الغنائي الساهر . أما سمعتم فنانين أمثال فؤاد المهندس ولن أعود بالتاريخ للخلف كثيراً . فهناك مثالاً شامخاً هو فريد شوقي وسمير غانم وسمير صبري وأحمد راتب وعادل إمام كل هؤلاء نجحوا في تقديم فن يليق بمستوى ثقافة وفكر وحضارة العالم العربي . لذا كانوا وسيظلوا أحياء بأعمالهم حتى بعد رحيلهم . هناك أيضاً سعيد صالح وأحمد زكي ويونس شلبي وعبد المنعم مدبولي الذي كان يظل كل واحد منهم على خشبة المسرح لساعات دون أن أن يشعر الجمهور بالممل لما يقدمونه من فن هادف ويعطي الجمهور إنطباع بالسعادة والفرح والسرور بما يشاهده من عرض كوميدي أو درامي أو إجتماعي ضخم . أمس قد شاهدته عرضاً كوميدياً درامياً إجتماعياً وغنائياً يستحق الثناء عليه حتى وإن كان فيه بعض الرتوش إلا أنني شاهدت نجوماً يحترمون المشاهد ويقدمون فنا يليق بالجمهور الذي كان حاضراً ليشاهد ويستمتع بالعرض . علماً أن المسرح كان وسيظل هو الفسحه التي يذهب إليها العائله يوماً في الأسبوع . حتى يستمتع الصغار والكبار به . لذا فإنني أقدم اليوم إليكم تلك اللفته والتي من خلالها أقول أن المسرح المصري وتحديداً السكندري يقدم كل يوم مثالاً حياً في الرُقي والتقدم لتحسين أو لتصحيح الصورة التي خلفتها الأفلام الدمويه والتي يقدمها بعض النجوم الشباب بحثاً عن خلق جيل أو إعداد جيل همجي أو بلطجي أو جيل إجرامي دموي يجعل من الأطفال سفاحين . أموراً كنت أشاهدها في الأفلام المرعبه في السينما العربية فقط . أصبحت اليوم أشاهدها في وطني الخالد محافظاً . أتقدم في نهاية حديثي بالشكر إلى كل فرد في فريق العمل المسرحي الذي قدمه أمس الإثنين نجوم لامعه في سماء الفن الشعبي والغناء والأداء العصري العربي الذي يبعث في نفوس الجميع التفاؤل بما هو قادم من واقع مرغوب وليس مكروه .

فتحية لكل نجوم هذا العمل مُتمثله في حمدي المنياوي مخرج العرض ولكل من شارك في إظهار وخروج هذا العرض بتلك الصوره .