من أجل تحقيق أغلبية مريحة تصل إلى 38 مستشارا هل ينجح تلموست في توحيد صفوف الاستقلاليين؟
هيئة التحرير
3 نوفمبر، 2024
القنيطرة
نجح محمد تلموست في بناء تحالف قوي وتوليفة متجانسة داخل جماعة القنيطرة، يضم أحزابا من توجهات ومرجعيات سياسية مختلفة تشمل اليسار، والليبرالية، والأحزاب الإسلامية، إلى جانب مستقلين. هذا التحالف منحه دعما واسعا وأغلبية مريحة قد تتيح له تولي رئاسة المجلس. بحيث بات التحالف يمثل نموذجا ومرجعا للتوافق بين تيارات مختلفة وثبات في المواقف لمدة تزيد عن نصف الولاية، حيث كان تلموست دائما قريبا من فريقه، موحدا إياهم على كلمة واحدة رغم الخلافات العميقة التي كانت بينهم، مما يطرح تساؤلات حول قدرته على استيعاب الخلافات الداخلية في حزب الاستقلال، الذي يشهد انقساما بين فريقين والعمل على توحيدهم.
الفريق الأول يقوده إدريس شنتوف، عضو المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية وكاتب المجلس الجماعي، ويضم إلى جانبه مستشارة عن الحزب، ووكيل لائحة حزب البيئة والتنمية، ومستشارا منشقا عن حزب الحركة الشعبية. أما الفريق الثاني، فيقوده محمد العزري وكيل لائحة حزب الاستقلال، ومعه مستشار آخر هو محمد خلالخيل. وصفة الوكيل التي يحظى بها العزري تمنحه دورا تفاوضيا لضمان استمرار حزب الاستقلال في التسيير لتحقيق البرنامج الانتخابي الذي وعد به ساكنة القنيطرة.
من جهته، أبدى إدريس شنتوف التزامه بالتحالف الحكومي في العديد من تصريحاته واجتماعاته، مؤكدا أن حزب الاستقلال على المستوى الوطني يعتزم دعم التحالفات مع الأحزاب المكونة للتحالف الحكومي، مثل حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة، مما يعكس رهانه على موقف وطني ثابت يضمن بقاء الحزب ضمن هذا التحالف. إلا أن هذا الأخير أصبح أقلية عددية على مستوى جماعة القنيطرة.
ورغم تأكيد شنتوف على هذا الالتزام، إلا أن تصريحاته أظهرت مرونة عندما قال في لقاء مع الشبيبة الاستقلالية فرع القنيطرة: “ حزب الإستقلال والفريق الإستقلال داخل المجلس الجماعي بمدينة القنيطرة ملزم بالبقاء في التحالف ملزم بالبقاء في التحالف طبعا بشروط”، وسطر على كلمة “بشروط”، مما يترك مجالا للمناورة السياسية، ويشير إلى إمكانية مراجعة موقفه إذا تطلبت الظروف المحلية ذلك.
بالإضافة الى مواقف أخرى، يظهر أن شنتوف يسعى إلى ترك “شعرة معاوية” وابقاء الأبواب مفتوحة أمام احتمالات جديدة، حيث صوّت لصالح حاتم بكار، أحد أعضاء تحالف تلموست، في اختيار ممثلي مجموعة الجماعات الترابية الرباط-سلا-القنيطرة، وتفاعل معه إيجابيا على وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الخطوة قد تعتبر إشارة إلى أن شنتوف لا يسعى للقطيعة النهائية مع تحالف تلموست، بل يترك مجالا للتواصل، مما قد يسهم في إيجاد مكانه في تركيبة تلموست.
جدير بالذكر أن القيادة الوطنية لحزب الاستقلال تركت لوكلاء اللوائح على المستوى المحلي حرية اختيار التحالفات التي تساهم في تنزيل برامج الحزب الانتخابية، مع الأخذ في الاعتبار خصوصيات كل جماعة. هذا التوجه يتيح لشنتوف حرية التفاوض مع تحالف تلموست إذا اقتضت مصلحة القنيطرة ذلك، خاصة وأن التحالف القائم يعتمد على مرونة تفرضها خصوصيات الساحة المحلية.
تشير تجارب أخرى أيضا إلى هذه المرونة، إذ شهدت انتخابات رئاسة جماعة مكناس انشقاقات عن التحالف الحكومي، مما أتاح لعباس لومغاري من حزب الاتحاد الدستوري الفوز برئاسة المجلس بعد أن استمال أصوات الأحزاب الصغيرة وبعض المنشقين عن التحالف.
ومع حصول أمينة حروزي على تزكية حزب الأحرار لخوض سباق رئاسة المجلس بدلاً من عبد الله الوارثي، تعزز موقف تحالف تلموست بشكل كبير، مما يمهد الطريق له لرئاسة جماعة القنيطرة.
2024-11-03