الغلاء يأكل الناس والحكومة نائمة
هيئة التحرير
25 أغسطس، 2024
كتب / عبدالنبي مصلوحي
من المواد الأساسية التي يستهلكها المغاربة بكثرة، وخاصة ذوو الدخل المحدود، والذين لا دخل لهم غير “بركة الله”، التي أصبحت أسعارها في السماء السابعة، التي يحتاج المرء الى سلاليم الدنيا والآخرة ليصل اليها، “اللحوم البيضاء” أو “لحم الدجاج الرومي”، وكأنه هو الآخر يأتينا من الضيعات الأوكرانية التي تحاصرها الحرب..
أسعار هذا النوع من اللحوم، تتراوح أثمان بيعها بالتقسيط هذه الأيام مابين 27 و30 درهما للكيلوغرام الواحد بالنسبة للدجاج الحي، في وقت لم يكن سعره يتجاوز 17 دراهم في أسوء أزمات السوق، أما المذبوح، فقد وصل ثمنه الى السماء السابعة.
والى حد الآن، الحكومة “نائمة” في العسل و كأن لا شيء يقلقها، في وقت ينتظر المواطن تدخلها لإيجاد حل لهذا الغلاء الذي طال لحم “الفقير” على اعتبار أن النسبة الهائلة من زبناء لحم الدجاج الرومي هم من فقراء هذا الوطن، وإذا لم تتدخل، فهو مرشح الى مزيد من الارتفاع، وقد يصل سعر الكيلو الواحد منه الى 40 درهم، بالنظر الى الأزمة الموازية التي يعرفها قطاع اللحوم الحمراء وقطاع السمك، وخاصة سمك الفقراء”السردين” الذي عرف سعره هو الآخر موجة من الحرارة لا قبل للمغاربة بها.
إن فقراء الشعب، زبناء لحم الدجاج الرومي ، ينتظرون من الحكومة إجراءات معينة تحد من هذا الغلاء..ينتظرون منها مباشرة الاشتغال على “العلل” الحقيقية لهذا الغلاء غير المسبوق، الذي طال هذه المادة، مثلما طال السردين ومعظم المواد الاستهلاكية الأساسية الأخرى.
ولعل أول هذه العلل التي يجب الانطلاق منها في معالجة “الغلاء”، هو أسعار المحروقات ..فهذه الأخيرة يجب ان تعود الى ثمنها المعتاد قبل مجيء هذه الحكومة، حتى يتوافق مع القدرة الشرائية لعموم المغاربة، لأن المحروقات هي القلب النابض للاقتصاد الوطني، إذا “مرض” يمرض الاقتصاد، وتنتقل العدوى بسرعة البرق الى المستهلك..
فهل “ستنعل حكومتنا الشيطان” وتضع اصبعها على الزر الحقيقي لإنهاء هذا الغلاء، أو على الأقل التقليص منه..أم ستترك الحال لخالق الأحوال في انتظار الذي يأتي أو لا يأتي ؟
2024-08-25