شبيهنا ماءالعينين 

كنت قد قررت ان انأى بنفسي عن الجدل الذي خلفته حركة يد السيد الوالي وأمره الشفوي المصاحب لها،اتجاه السيدة رئيسة مجلس جهة كلميم وادنون.اثناء اجتماع الدورة العادية لشهر مارس الجاري قبل أيام. ولأن الحادثة لم يصادق عليها كما صدق على برنامج الدورة وتطوى كما طويت أجواؤها بدء بالمشادات الكلامية بين قطبي المعارضة ورئيسة المجلس وبعض من اغلبيتها من جهة، واحيانا مع رئيس الوصاية…والي الجهة… ارتأيت ان اتناول الحادثة من زاوية أخرى. هذا الأخير جسد بحركة يده المفاجئة ماهية الوصاية …وكنهها…بتلقائية
ولأنه إبن الجهة التي هي بوابة الصحراء وكذا الرئيسة وباقي الحضور…المشهد…الشاهد…معطى يلزم تناول الحادثة في سياقها خاصة من لدن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من ابناء الجهة واعلامييها وعدم تضخيمها بإلباسها ثوب الانتقاص والاحتقار اتجاه السيدة الرئيسة او ثوب التكبر والسلطوية اتجاه السيد الوالي…
فتحليل الحادثة وتناولها يستوجب استحضار تباين ثقافات واعراف جهات المملكة…فما هو مرفوض او مستهجن بجهة ما قد لايكون بنفس الحدة بأخرى…
حادثة قد تجد من يسقط عليها رداء الابوة او الاخ الاكبر انزعج من جدال … عجل بحركة يد تلقائية وأمر بأن انطلقي ولاتتوقفي .
لست هنا بصدد الدفاع عن السيد الوالي ولا تناول ما تناوله غيري بخلفية التضامن والشجب ومؤازرة مايفترض أنها ضحية او شخصية مسالمة ضعيفة هكذا صورها الغالبية.
بل أحاول أن استقرأ المشترك بين الإدارة الوصية والمجلس والموصى عليه بقوة القانون.ذلك أن وضعت أبناء( لخيام ) في قاعة اجتماع رسمية ممثلين لإدارتين… كسرت كثرة الاجتماعات الرسمية الدورية والاستثنائية وقبلها الموروث المشترك حاجز الرسميات وقواعد لبروتكول المعمول به رسميا…
فالاكيد ان الحادثة في عمقها لاتحتمل اكثر من ما حملت ولا قراءات أخرى لها عدا كونها تعامل الأب مع ابنته او الاخ الاكبر او قرابة العم والخال مع إحدى كريماته. وعامل السن بين السيد الوالي والسيدة الرئيسة يدعم ذلك.
قراءة كان الأجدر دعمها جهويا واستحضارها…حتى يتسنى لمن تناول الحادثة وطنيا وجعلها تتصدر عناوين… جرائده ومباشره …كغيرها من العناوين التوجيهية عن ازماتنا الحقيقية المتمثلة في أسعار المحروقات والتعليم والصحة والبطالة والماء وسلتنا الغذائية التي حرمت منها جهات المملكة لتباع أمام اعينها للخارج مما جعل مسؤوليها في وضع لايحسدون عليه أمام ناخبيهم وساكنتهم…
وللامانة تناول الحادثة بمعزل عن الظروف التي افرزتها داخل ذلك الاجتماع الرسمي فيه تجني وتضليل…على الوالي والسيدة الرئيسة….
فخلفية فهمها ووضعها في سياقها الطبيعي تستوجب فهم الهوية الصحراوية كهوية من هويات ومكونات المملكة المغربية المتعددة.
فإن نهر شيخ طاعن في السن او رجل بمرتبة ماسبق ذكره من صفات عم او اب او اخ اكبر لإحدى كريماته في ظرف انزعاجي ليس بالضرورة احتقار اوتقليل من شأنها وهي قبل غيرها تدرك ذلك…
لست بصدد بسط تبريرات لما وقع ولا التماس اعذار لأي طرف ولكنها مناسبة اقتنصتها للقول بأن فهم الهويات من فهم السلوكيات وتباين المواقف بشأنها .ومن المفيد الغوص فيها لتبديد ذاك التباين او التقليل من شرارته والحد من الركوب عليها واستغلالها…
فبالرجوع الى الاجتماع موضوع الواقعة نجد أن قطب المعارضة طالب باقالة الوالي والرئيسة بخلفية ما سماه اختلالات في التسيير ولم يكن بسبب الحادثة اياها. خلاف لبعض الاقلام التي طالبت بجعلها القشة التي قسمت ظهر البعير…
ختاما أقول جهة كلميم وادنون بعير ولد دون ظهر…!!! وإلى أن يولد بعير آخر مكتمل الشكل والهيئة حينها نستحضر القشة…