صباح الحب والياسمين
عبدالعزيز العبدي
10 فبراير، 2025
بقلم /الكاتب عبدالعزيز العبدي
بينما الصحافة الحقيقية تبحث عن تداعيات الهزة الأرضية التي ضربت منطقة البريكشة التابعة لمدينة وزان ، هل وقعت خسائر مادية وبشرية؟ هل تحرك المسؤولون لطمأنة الناس والسؤال عن احتياجاتهم؟ هل من تفسير للمسؤولين عن الأرصاد والزلازل في المنطقة؟ وغيرها مما يمكن أن يفيد المجتمع والناس في واقعة طبيعية مثل هذه!
صحافة المجاري السوداء التي تلطخ الشوارع ترصد سيدة تحمل كلبها ملفوفًا في بطانية صوفية تهرول خارجة من بيتها نحو سيارتها، وتكتب بالبنط العريض: البرلمانية الفلانية تهرب من الزلزال نحو سيارتها!
ماذا كان عليها أن تفعل هذه السيدة، لأنها برلمانية؟ في لحظة ضرب الهزة، ينبلج سؤالٌ الوجود كضربة البرق، وتأتي معه أجوبة لا يحكمها منطق الغنى والفقر، ولا التعليم والأمية، ولا المسؤولية والتبعية، هي غريزة الحياة المتأصلة في ذواتنا البيولوجية تستحضر ملكات العقل الفردي والأناني، ولا مجال فيها للتفكير الجماعي أو التفكير في المجموعة.
ماذا كان على هذه البرلمانية أن تفعله؟ ربما بعد الاحتماء في سيارتها وتأمين نفسها، تستطيع تحريك هاتفها والسؤال هنا وهناك، وهذا أقصى ما يمكن أن تفعله في هذه الظروف، وهو ما لم ترصده هذه الصحافة.
السؤال: ماذا كان على هذه الصحافة أن تفعله؟ كان عليها أن تتصل بأعلى الجهات الممكنة في الدولة، لاستطلاع موقفها من الزلزال، ومن التدابير المرصودة لمثل هذه الحالات غير المتوقعة، وللإجراءات الآنية والسريعة، مركزيًّا وجهويًّا، لتطويق التداعيات المادية والنفسية للهزة على المواطنين الذين مسَّتهم بها في مختلف أنحاء المغرب، وغيرها مما يمكن أن يكون عملًا صحفيًّا ذا قيمة مضافة.
الخبر الذي أوردته حول البرلمانية سمجٌ ومتخلف، لكن المخيف هو تفاعل الجمهور معه: ها هي برلمانية هاربة من الزلزال…
لا، بغيتها يا ولد العبد تهدم عليها بنايتها بسبب حدث طبيعي؟
باش تبقى أنت على خاطرك
2025-02-10